أعلنت قيادة قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام جاهزيتها الكاملة لمواجهة كافة أنواع المخاطر الافتراضية بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر،والتدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع أعمال الحج.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لقيادات الدفاع المدني بالحج والذي عقد أمس الأربعاء بالعاصمة المقدسة بحضور اللواء محمد بن عبد الله القرني قائد قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج،واللواء جميل بن محمد أربعين مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة،واللواء زهير سبيه مدير الدفاع المدني بالمدينة المنورة.
وبدأت وقائع المؤتمر بكلمة ألقاها العقيد عبد الله العرابي الحارثي الناطق الاعلامي للدفاع المدني بالحج، أشاد فيها بجهود حكومة خادم الشريفين في دعم قدرة كافة الأجهزة الحكومية ومنها الدفاع المدني لأداء مهامها في رعاية ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم والتصدي بكل حسم لكل ما يمكن أن يعكر صفو الحجيج.
وقدم العميد صالح بن علي العايد مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في مستهل أعمال المؤتمر عرضاً موجزاً للمرحلة الثانية من تطبيق الدفاع المدني على أجهزة الهواتف الذكية والخدمات التي يتم تقديمها لمستخدمي هذه الأجهزة خلال موسم الحج والتي تشمل خدمة الأخبار والإرشادات التوعوية وخدمة الإبلاغ عن مخالفات السلامة في الحج،ورسائل توعوية للتصرف السليم في حوادث اغاز والتعريف بدلالات أنظمة الإنذار وغيرها من مفاهيم السلامة.
وأشار العميد العايد إلى حرص المديرية العامة للدفاع المدني على تطوير خدمات اتنبيهات السريعة والمشاركة الجماعية في إرسال الرسائل التحذيرية والإرشادية خلال موسم الحج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث اللواء محمد بن عبد الله القرني قائد قوات الدفاع المدني بالحج فأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين سخرت كل الإمكانات لرعاية ضيوف الرحمن من خلال منطومة من الخدمات التي تشارك فيها أكثر من 18 جهة حكومية وبإشراف لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.
وأشار اللواء القرني إلى أن مهمة الدفاع المدني في الحج تبدأ فور انتهاء موسم الحج كل عام باستخلاص الدروس المستفادة لتعزيز الإيجابيات وعلاج أوجه القصور والسلبيات إن وجدت من أجل الوصول لأعلى درجات الكفاءة في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع مناسك الحج،مؤكداً أن مرحلة الاستعدادات تضمنت المشاركة في أكثر من95 اجتماعاً وورشة عمل مع كافة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في الحج وإعداد اخطط التفصيلية لمواجهة كافة المخاطر الافتراضية التي يتم رصدها عبر فرق متخصصة في أعمال رصد وتحليل المخاطر وإعداد القوى البشرية والآلية القادرة على مواجهتها والحد من الأضرار الناجمة عنها،مشيراً إلى جاهزية 256 مركزاً للدفاع المدني في المشاعر، و556 وحدة للإشراف الوقائي،ومايزيد عن 2500 دورية للسلامة وتفقد متطلبات السلامة في جميع منشآت اسكان الحجاج ومخيماتهم.
وشدد اللواء القرني إلى أن أعمال الدفاع المدني تتم بالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية الأعضاء لمواجهة 13 نوعاً من المخاطر التي تم رصدها والاستعداد لمواجهتها في حج هذا العام،مدللاً على ذلك بمشروع الربط الالكتروني بين الدفاع المدني ووزارة الحج لمتابعة حركة الحجيج منذ وصولهم غلى المملكة واماكن سكنهم في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة،بالإضافة إلى تشغيل نظام المعلومات الجغرافية "gis " بالتعاون مع مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية لتغطية جميع أرجاء العاصمة المقدسة والمشاعر عبر المصورات الجوية ومتابعة جميع مراكز الوحدات والفرق الميدانية وتحديد نطاق عملها ونوعية تجهيزاتها لأداء المهام المنوطة بها في الحج.
وعبر اللواء القرني عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية،رئيس لجنة الحج العليا،لمتابعته المستمرة لاستعدادات الدفاع المدني لتنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام وتوجيهاته بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لقوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج لأداء مهامها على الوجه الأكمل والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية والذي لا يدخر جهداً في متابعة استعدادات كافة الجهات المعنية بالحج للوصول لأرقى مستويات التكامل والتعاون فيما بينها للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
وأوضح اللواء القرني أن الاستعدادات لمواجهة كافة المخاطر المحتملة في حج هذا العام تضمنت إعداد عدد من السيناريوهات للوقاية من كل نوع من هذه المخاطر والفاعلية في مواجهتها والتخفيف من آثارها في حال وقوعها واختبار مدى نجاح هذه السيناريوهات من خلال فرضيات تدريبية يشارك فيها كافة الجهات الحكومية المعنية بأعمال الدفاع المدني في الحج.
وختم اللواء القرني بالإشارة إلى أهمية التزام الحجاج بمتطلبات وتعليمات الدفاع المدني لتجنب المخاطر،مشيداً بحملة لا حج بدون تصريح وأثرها في الحد من ظاهرة الافتراش وتقليص المخالفات التي تهدد سلامة الحجيج.
من جانبه تحدث اللواء جميل بم محمد أربعين مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة- فأكد جاهزية إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة لأداء مهامها في حج هذا العام بدء من اكتمال أعمال المسح الوقائي لمنشآت اسكان الحجاج،والحرم الشريف والمنطقة المركزية وشبكة الطرق والأنفاق ونشر الوحدات والفرق الميدانية في جميع أحياء العاصمة المقدسة بناء على تحليل دقيق لمواقع المخاطر ومعدلات كثافة الحجاج،بالإضافة إلى استحداث عدد من الوحدات الموسمية التي تغطي جميع الطرق المؤدية للعاصمة المقدسة.
وأشار اللواء جميل أربعين إلى جاهزية غرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة بأحدث أنظمة تلقي البلاغات وتوجيه الوحدات والفرق الميدانية خلال حج هذا العام مثل نظام تتبع المركبات والذي يتيح متابعة تحركات 250 مركبة من مركبات الدفاع المدني، ونظام تحديد موقع المتصل بالإضافة إلى تخصيص قوة مجهزة بكل ما يلزم لتقديم خدمات الانقاذ والاسعاف للمرضى وكبار السن والمصابين في الحرم الشريف، في أكثر من 25 نقطة ثابتة داخل الحرم والساحات الخارجية يتم زيادتها إلى 35 نقطة في أوقات الذروة.
وعن استعدادات الدفاع المدني بالمدينة المنورة في حج هذا العام أوضح اللواء زهير سبيه مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة أن جهود الدفاع المدني شملت متابعة اشتراطات السلامة في جميع الفنادق والمباني والمصرح لها بإسكان زوار المسجد النبوي الشريف والتي بلغ عددها 850 مبنى بالإضافة إلى نشر عدد من الفرق الموسمية ودعم المراكز الموسمية الثابتة على جميع الطرق المؤدية للمدينة المنورة بواقع 7 مراكز موسمية خارج المدينة،وأكثر من 20 مركزاً في محيط المسجد النبوي الشريف والشوارع والطرق الرئيسية التي تربط المدينة بالمناطق المجاورة،بالإضافة إلى تسيير 125 دورية للسلامة في مناطق تجمع الزوار في محيط المسجد النبوي الشريف و المراكز التجارية وغيرها من منشآت خدمة الحجاج كالمطاعم والأسواق.
وأشار اللواء سبيه إلى أن خطة الدفاع المدني بالمدينة المنورة والمعتمدة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة تتضمن دعم قوة الحرم النبوي بوحدات متخصصة في أعمال الانقاذ والاسعاف،وفرق لرصد ومتابعة إجراءات السلامة في مواقف السيارات باستخدام أحدث الآليات والمعدات التي تم دعم إدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة بها قبل بدء موسم الحج بوقت مبكر.
ورداً على سؤال عن احمتال وجود من يردد شعارات سياسية في حج هذا العام،وما قد ينجم عن ذلك من مخاطر أكد اللواء محمد القرني أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تحرص على خلو الحج من كل ما يعكر صفو الحج وهنا تعليمات واضحة وحاسمة للتصدي لأي عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحج.
وأشار اللواء القرني في رد على سؤال عن خفض عدد الحجاج مستخدمي قطار المشاعر في حج هذا العام إلى أن ذلك ثمرة رؤية مشتركة وعلى ضوء بحث لكافة المخاطر المرتبطة بهذا المشروع أشرفت عليها أمانة مكة المكرمة ولم يقتصر الأمر على تخفيض عدد مستخدمي القطار بل واعتماد آلية متكاملة لتنظيم التفويج وحماية مسار القطار وإيجاد قيادة موحدة في كل محطة من محطات القطار.
وأشار اللواء القرني إلى تكامل استعدادات الدفاع المدني للتدخل السريع في حوادث الأنفاق وتلوث الهواء،من خلال القراءة الالكترونية للملوثات ونقل صورة دقيقة لقيادات الدفاع المدني باحج لإتخاذ الإجراءات المناسبة في إزالة ملوثات الهواء وتنظيم التفويج داخل الأنفاق الخاصة بالمشاة والمركبات.
وتحدث اللواء جميل أربعين عن تأثير المشاريع الجاري تنفيذها بالعاصمة المقدسة على البيئة فأشار إلى وجود متابعة مستمرة من قبل الدفاع المدني للحد من العوالق التىرابية الناتجة عن هذه المشاريع بنسبة تصل إلى 80% تقريباً مع صعوبة الحد من تلك التأثيرات بصورة كاملة،باعتبارها ضريبة للتنمية.
وعن الاستعدادات لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول أكد اللواء محمد القرني وجود خطة تفصيلية لمواجهة هذا الخطر الافتراضي – تتضمن أعمال الكشف الوقائي على شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول وحرص المواقع المعرضة للحظر في جميع المشاعر وتجهيز الوحدات المكلفة بتنفيذ خطة الإخلاء فيها،بالإضافة إلى تكامل تجهيزات وحدات الانقاذ المائي والتي يشارك فيها وحدات من البحرية وحرس الحدود والمتطوعين.
وعن العمر الافتراضي لمخيمات منى أشار اللواء القرني إلى أن الدراسات أثبتت فاعلية جميع مخيمات مشعر منى ومقاومتها لمخاطر الحريق وفق اختبارات أجريت بمعرفة الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية بوزارة الشؤون البلدية والقروية.
من جانبه أوضح جميل أربعين أن مشروع المطاف المعلق بالحرم الشريف – يعمل بصفة مؤقتة لتخفيف الزحام خلال حج هذا العام،مؤكداً أن المطاف تم تنفيذه بإشراف لجنة علمية متخصصة في إطار اعتماد تقنية المحاكاة الحاسوبية للوقوف على كافة الأعمال الإنشائية بالمسجد الحرام وأكد أنه تقرر تخصيص المطاف في حج هذا العام للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.